كيف تحايلت إسرائيل على مستهلكي التمور عقب حملات مقاطعة عالمية؟
أثارت الحرب في غزة موجة غضب عارمة على مستوى العالم؛ نتج عنها دعوات من ناشطين/ات وصحافيين/ات إلى مقاطعة المنتجات الإسرائيلية، بالإضافة إلى الشركات العالمية الداعمة للاحتلال الإسرائيلي، أبرزها مقاطعة التمور الإسرائيلية بالتزامن مع بدأ شهر رمضان.
جاءت حملة مقاطعة التمور الإسرائيلية بمبادرةٍ من منظمة أصدقاء الأقصى البريطانية، تدعو فيها المسلمين في المملكة المتحدة والداعمين للقضية الفلسطينية لتجنب شراء هذه التمور خلال شهر رمضان.
وقالت المنظمة في بيانها الرسمي إن الحملة تأتي كدعوة للمسلمين في أوروبا للتحقق من العلامة التجارية ومقاطعة التمر المستورد من إسرائيل خلال شهر رمضان في نطاق الحرص على يفطروا بما وصفته "بطعام الفصل العنصري".
لاقت حملة مقاطعة التمور الإسرائيلية رواجًا واسعًا، خصوصًا في الأوساط الغربية والأوروبية، وبعد نجاحها، لجأ الاحتلال إلى تضليل المستهلكين عبر تغيير الرقم التسلسلي الموسوم على المنتجات الغذائية الإسرائيلية، أو وضع ملصقات تخفي وراءها اسم الدولة المصنعة.
وفي هذا السياق، قال المنسق العام للجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل "BDS" محمود نواجعة في تصريحٍ لـ” Wattan Fact-Check”، إنه في ظل اتساع حملات المقاطعة لعدة مستويات لمنتجات التمور الإسرائيلية، تحاول الشركات الإسرائيلية التلاعب من أجل تجاوز هذه الحملات، من خلال تغيير أصل المنشئ، واستخدام دول وسيطة لتصدير هذه المنتجات، وإخفاؤه في كثير من الأحيان، من خلال إعادة تغليفه ووضع ملصقات، وكإن هذه المنتجات فلسطينية الصنع، وأكد بأن هذا التلاعب الذي تقوم به الشركات هو فعل غير قانوني.
وأضاف بأنهم حاولوا أيضًا من خلال الاتفاق مع التجار في بريطانيا، بيع التمور بدون تغليف وبالكيلو، دون معرفة المستهلك أصل هذه التمور، -بحسب ما وصل حركة “BDS” من معلومات-.
وقالت منظمة "حملة التضامن مع فلسطين" إن التمور تُزرع في مستوطنات "غير قانونية" بالضفة الغربية المحتلَّة، ودعت إلى قراءة ملصقات التمور قُبيل شرائها.
وبحسب صحفية هآرتس العبرية فإن الحملة الإعلانية لترويج التمور الإسرائيلية والتي بلغت قيمتها 550 ألف دولار عُلِّقت؛ استجابةً لمخاوف المقاطعة.
وبدوره أكد المحلل المالي والاقتصادي في جامعة النجاح الوطنية سامح العطعوط في حديثه لـ: "Wattan Fact-check" إن طول أمد الأزمة يؤثر سلبًا بشكل كبير، وتبيّن ناتج القومي الإجمالي للربع الثاني لعام 2023 تراجع بنحو %20.
وأضاف العطعوط بأن قطاع الفواكه والخضراوات ضُربت في مقبل عقب السابع من أكتوبر، لا سيما وأن المناطق الشمالية شهدت حربًا مستمرة حتى يومنا هذا، مما انعكس سلبًا على معدل التضخم لدى الاحتلال وخصوصًا بأنه لم يعتد على حرب طويلة الأمد.
وتعد إسرائيل من أكبر منتجي التمور في العالم، وتُنتج أكثر من 100 ألف طن من التمور سنويًا بمجموع إيرادات قد يصل إلى 100 مليون دولار سنويًا، وتأتي معظم التمور الإسرائيلية من مستوطنات غور الأردن المحتل وبعضها الآخر من مزارع إسرائيلية في جنوب إفريقيا، وتُصدر 50% من التمور الإسرائيلية إلى أوروبا، حيث تعتبر المملكة المتحدة ثاني أكبر مستورد للتمور الإسرائيلية في أوروبا.
https://www.fao.org/3/cb8395en/cb8395en.pdf