في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة في الضفة الغربية، يشكو المواطنون من الارتفاع الملحوظ في تكاليف المعيشة وغلاء الأسعار، وقد تحول الأمر الى حد السخرية لدى العديد.
وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي منشور ساخر يحتوي على تصريح نُسب لخبير اقتصادي مفاده أن الشاب الفلسطيني قادر على العيش بمبلغ 27 شيكل يوميًا، هذا الادعاء أثار جدلاً واسعًا وأثار التعليقات ودفع العديد للتساؤل حول حقيقة الوضع الاقتصادي في فلسطين ومدى معاناة المواطنين في ظل الغلاء المتزايد، وسط تساؤل حول هل حقا يستطيع المواطن ان يعيش بـ 27 شيكلا يوميا.
وعلق مواطنون ان تخصيص 27 شيكل لثلاثة وجبات طعام (فطو، غداء، عشاء) مع قنينة ماء، يعني ان 9 شيكل فقط ستكون مخصصة لطعامه وشرابه في الوجبة الواحدة، وهذا الأمر صعب، لان هذا المبلغ بالكاد يستطيع شراء "ساندويش فلافل" وعبوة مياه، كما ان السكن والعلاج والصحة من متطلبات الحياة الأساسية المكلفة.
وللوقوف على مستوى غلاء المعيشة، تواصلت منصة وطن للتحقق "دقيق"، مع الخبير الاقتصادي مؤيد عفانة، الذي أوضح أن غلاء المعيشة في فلسطين شهد ارتفاعًا كبيرًا في الفترة الأخيرة، مستندًا إلى الإحصائيات الرسمية التي تُظهر أن الأسعار ارتفعت بنسبة تجاوزت 30% لبعض السلع، مؤكدا أن مؤشرات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني تشير إلى أن المعيشة في فلسطين تعتبر مرتفعة.
وفيما يتعلق بمعايير الفقر، أشار عفانة إلى أن خط الفقر الوطني تم تحديده بحوالي 2500 شيكل شهريًا للأسرة، مما يعني أن الأسر التي يكون دخلها أقل من هذا المبلغ تُعتبر تحت خط الفقر. أما خط الفقر المدقع، فقد تم تحديده بحوالي 1900 شيكل، وأي أسرة يقل دخلها عن هذا الرقم تُعتبر ضمن الأسر الفقيرة جدًا حسب المعايير الدولية.
وأكد عفانة أن تكلفة المعيشة تختلف بين المناطق الفلسطينية، فعلى سبيل المثال، تختلف الأسعار في مدينة رام الله عن تلك في جنين، حيث يُلاحظ تباين في الأسعار بين مختلف المدن والمناطق، وفي السياق ذاته، أوضح أنه من الصعب التكيف مع الحياة في فلسطين بدون دخل شهري لا يقل عن 1000 دولار، مشيرًا إلى أن تكاليف المعيشة تتأثر بعدد أفراد الأسرة والموقع الجغرافي.
وبالعودة إلى تقرير الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني الصادر في 12 أيلول 2024، نجد أنه أظهر ارتفاعًا ملحوظًا في غلاء المعيشة، فقد سجل الرقم القياسي لأسعار المستهلك في الضفة الغربية زيادة بنسبة 1.55% خلال شهر آب 2024 مقارنة بشهر تموز 2024.
وقد نتج هذا الارتفاع عن، ارتفاع أسعار الخضروات الطازجة بنسبة 40.53%، وأسعار البيض بنسبة 17.90%، وأسعار الفواكه الطازجة بنسبة 6.24%، وأسعار المحروقات السائلة المستخدمة كوقود للسيارات "البنزين" بنسبة 2.95%، وأسعار الزيوت النباتية بنسبة 1.90%، وأسعار الدجاج الطازج بنسبة 1.52%، على الرغم من انخفاض أسعار المحروقات السائلة المستخدمة كوقود للسيارات "الديزل" بمقدار 11.59%.
كما يظهر عند مقارنة الأسعار خلال شهر آب 2024 مع شهر آب 2023، ارتفاع الرقم القياسي لأسعار المستهلك في فلسطين بنسبة 53.17%.
من جانبه يرى الخبير الاقتصادي ثابت أبو الروس في حديث لمنصة وطن للتحقق "دقيق" أن التكاليف المترتبة على المواطن الفلسطيني مرتفعة جدًا، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة الناجمة عن العدوان الإسرائيلي.
وأضاف أبو الروس أن الأرقام المتداولة حول قدرة العائلات الفلسطينية على العيش بمبالغ زهيدة مغلوطة، مؤكدًا أن الأسرة المكونة من 5 أفراد تحتاج إلى ما لا يقل عن 3000 شيكل شهريًا لتغطية احتياجاتها الأساسية من طعام وشراب فقط، دون احتساب تكاليف المدارس أو المواصلات او المنزل او الملابس او العلاج أي مصروفات أخرى.